فجاء بهما إلى يحيى بن معين قال: فقال: إنكما من أقران يحيى فاسألاه أن يجعلني في حل مما كنت أوذيه، قال: فقال يحيى: أنت في حل من كل شيء قلته. قال: فإذا قلت ذلك فأحدثك بما رأيت البارحة، رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه جالسٌ بالمدينة في المقصورة فدخلت فقيل لي: ذاك النبي صلى الله عليه وسلم جالس في المحراب، فجئت إليه فإذا به جالسٌ وحده وأنت قائمٌ على رأسه في يدك مذبةٌ تذب عنه، يعني يحيى بن معين، فلما رأيته نظرت أنت إلي فقلت: يا رسول الله هذا يؤذيني. فنظر إلي النبي صلى الله عليه وسلم شبه المغضب فقال لي: مالك وليحيى؟ إياك ويحيى. فانتبهت فزعاً، فسألت بعض هؤلاء المعبرين فقال لي: ويحك!! هذا الرجل الذي رأيت عليه هذه الرؤيا وهو يذب عن رسول الله الأذى والكذب، قال: فبكى يحيى بن معين، قال: فلما أن كان بعد ذلك بمدة وجه الخليفة إلى الفقهاء والعلماء والمحدثين ببدرة بدرة قال: فأتى يحيى ببدرة فأبى أن يقبلها، وكان يحيى فقيراً قليل ذات اليد، قال: فقال الرجل: فإن لم تقبل تؤذ. قال يحيى للرجل: لي إليك حاجة، قال: ما هي؟ قال: أنا تأخذه إلى منزلك حتى أنظر فيه، فجاء إلى أبي نصر فأخبره بما كان قال: فبكى أبو نصر، قال: أما أنه لو كان وجه إلي لعلي كنت أقبله، فرحمك، فنعم الرجل أنت، ثم قال له يحيى: أشر علي فإني أخاف إن لم أقبل أوذ؟ قال: فقال له: إن كنت لا تريد أن تقبل فاخرج في هذه الليلة فإنه قد دنا الحج، وقل لأهلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015