ومن العناصر الرئيسة في الديانة البوذية: التأمل والحكمة:

التأمل والحكمة عنصران أساسيان من عناصر، أو شعاب الطريقة البوذية، وهما النتيجة الطبيعية للسلوك الحق المعادلة واضحة العمل الصحيح يلازمه الفكر الصحيح، والموقف الصحيح، ثم إن الفكر والعمل معًا يرتبطان بوجود الحق.

خاطب بوذا الرهبان في أيامه الأخيرة قائلًا: أيها الرهبان كونوا ملآ بالإيمان، ومتواضعي القلوب، وبعيدين عن الخطيئة، ومتلهفين، ونهمين للتعلم، وأقوياء ونشيطين، وأصحاب مروءة، وذوي عزم، وفعالين في تفكيركم، ومملوءين بالحكمة؛ على ذلك يكون الهدف من السلوك البوذي إحداث الفراغ النفس، وانصرافها إلى التفكر للامتلاء بالإيمان، والحكمة بأكثر من موضع من الإنجيل.

يعلن بوذا أنه أخذ على عاتقه تأسيس مملكة الحقيقة، ويشير إلى أن الحقيقة سكنت قلبه وحصل على "النيرفانا" بعد أن أطفأ جذوة الأنا؛ فصار جسده عفيفًا طاهرًا وفكره محررًا من كل شهوة، لكن مع هذه التأملات التي يجب أن يلتزم بها الإنسان ليدخل روحه إلى الفردوس.

أجاب البوذا عن هذا السؤال بقوله هناك خمسة تأملات هي التأمل بالمحبة والتأمل بالشفقة، والتأمل بالفرح، والتأمل بالنجاسة، والتأمل بطمأنينة الفكر، وصفائه، وهدوئه، والتأمل الخامس وهو الذي يتوج كل التأملات السابقة، ويرتفع فيه الإنسان عن كل أنواع التعلق إذا كانت التأملات الأربعة السابقة له تجعل الإنسان في حال الطمأنينة، والفرح، والشفقة والمحبة؛ فإن التأمل الخامس يجعله يرتفع، ويتجاوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015