طيبة، تمكنه من إدارة القبيلة في الحرب والسلم.

ولقد أفاضت كتب الأدب والشعر في ذكر هذه الصفات، واحددتها بالسخاء والنجدة والصبر والحلم والتواضع والبيان (?) ، وقد جمع هذه الصفات الشاعر (?) في قوله:

فقلّدوا أمركم- لله درّكم- ... رحب الذّراع بأمر الحرب مضطلعا

لا مشرفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عضّ مكروه به خشعا

ما انفك يحلب در الدهر أشطره ... يكون متّبعا طورا ومتّبعا

حتى استمرت على شزر مريرته ... مستحكم السن لا قحما ولا ضرعا (?)

ويظهر أن هذه الصفات تنبع من البيئة التي يعيشها هؤلاء الأعراب، فهم بحاجة إلى من يمد لهم يد العون، ويدافع عنهم ويحنو عليهم، ولعل هذا كان واضحا في أذهان الأعراب فقال سلم بن نوفل: «نحن لا نسود إلا من يوطئنا رحله، ويفرشنا عرضه، أو يملكنا ماله» (?) . أضف إلى ذلك عراقة النسب، لنفور طباع العرب من أن يحكم القبيلة أحد من غيرها، وسداد الرأي وكمال التجربة (?) ، كل ذلك ضروري لمن يتصدى لإدارة القبيلة وقيادتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015