للمفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقوم عليها تلك الدولة، وما لم تتقبل تلك المفاهيم والمقاييس والقناعات لا يمكن أن تقوم فيها الدولة. ولو تسلط عليها متسلطون، وتولى السلطة فيها أقوياء.

فالأصل في إقامة الدولة هو تقبل الجماعة أو الفئة الأقوى لتلك المفاهيم والمقاييس والقناعات فالخطوة الأولى هي المفاهيم - والمقاييس والقناعات - هذه هي نواميس الجماعات، وهذه هي قوانين الحكم والسلطان.

فهذه القوانين مشاهدة منظورة، فمحاولة تجاهلها، وأخذ السلطة بالقوة والقهر، لا يمكن أن يوجد الدولة، وإن كان يمكن أن يوجد المتسلطين إلى حين.

وإزالة الدولة المستعمرة عن البلاد التي تستعمرها، لها قوانين ونواميس، وهي أن تكون لدى من يعملون لإزالتها، القوة المادية التي تتغلب على قواها المادية، والقوة الفكرية التي تمكنها من إدراك الأحابيل وإدراك معنى القوة المادية.

فما لم توجد القوة الفكرية والقوة المادية لا يمكن إزالة الدولة المستعمرة، وانتفاضات الأمم مهما عظمت لا يمكن أن تزيل الاستعمار ولو كان عدواً لله، لذلك لا بد من معرفة قوانين ونواميس الله في التسلط والاستعمار.

وهكذا كل شيء في الوجود. فالله تعالى، قد خلق الوجود، وخلق له قوانين، وخلق الناس وخلق لعيشهم قوانين. وأمرهم بأوامر ونهاهم عن نواه، فيجب أن لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015