138 - وسئلت عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئًا" وأشار بالسبابة والتي تليها وفي لفظ: "لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان ـ يعني الإبهام والتي تليها ـ لعذبنا الله ثم لم يظلمنا"؟.

فقلت: أخرجه ابن حبان في صحيحه باللفظين معًا وكذا أخرجه البيهقي في ذكر ما في الأوجاع والأمراض والمصيبان من الكفارات في شعب الإيمان له وقال: غريب بهذا الإسناد، تفرد ابن عسكر فيما أعلم. انتهى.

وهذا إنما قاله صلى الله عليه وسلم تواضعًا، وإرشادًا لأمته حتى لا يتكل أحد على عمله وقد بوب له ابن حبان في صحيحه: ذكر الأخبار عن ترك الاتكال على الطاعاتوإن كان المرء مجتهدًا في إتيانها: وقال في موضع آخر من الصحيح أيضًا: ذكر الخبر الدال على أن على المرء الرجوع باللوم على نفسه فيما قصر في الطاعات وإنكان سعيه فيها كثيرًا. انتهى.

ثم إن اختصاص السيد عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بالذكر يظهر فيه لكونه ليس بينهما نب، وكذا في اختصاص السبابة والوسطى إشارة إلى أنهما مع سهولة ما يعمل بهما هو خائف وجل فكيف بغيره. والعلم عند الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015