عِلْمًا بأن المؤلف رَحِمَهُ اللهُ قَدْ استمد كَثِيْراً من كِتَابه هَذَا من تصنيف الْأُسْتَاذ أَبِي مَنْصُوْر الْبَغْدَاديّ، كَمَا أفاده الْحَافِظ ابْن حجر فِي مَا حكاه عَنْهُ تلميذه السخاوي، حَيْثُ قَالَ: مَا نصه: "فصل فِي من أخذ تصنيف غَيْره فادعاه لنفسه، وزاد فِيْهِ قليلاً ونقص منه، ولَكِن أكثره مذكور بلفظ الْأَصْل ... وكَذَا قرأت بخطه - يَعْنِيْ بخط الْحَافِظ ابْن حجر - عَلَى الْإِجَابَة لإيراد مَا استدركته عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا عَلَى الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مَا نصه: أصل هَذَا التصنيف للأستاذ الجليل أَبِي مَنْصُوْر عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن طاهر الْبَغْدَاديّ، الفقيه، المحَدَّثَ، المشهُوَر، رَأَيْته فِي مجلدة لطيفة، وجُمْلَة مَا فِيْهِ من الْأَحَادِيْث خمسة وعشرون حَدِيْثاً، وكَانَ الكِتَاب الْمَذْكُوْر عِنْدَ الْقَاضِي برهان الدّيْن بْن جماعة، فما أدري هَلْ خفِي عَلَيْهِ وقت تقَدِيْم هَذَا له، أَوْ أعلمه به؟ حَيْثُ إن الزركشي أَهْدَى هَذَا الكِتَاب لابن جماعة. نعم لمصنف الْإِجَابَة حسن الترتيب، والزيادات البينة، والعزو إِلَى التصانيف الكبار، والْأًوَّل عَلَى عادة من تَقَدَّمَ يقتصر عَلَى سوق الْأَحَادِيْث بأسانيده إِلَى شيوخه، وجُمْلَة من أَخْرَجَ ذَلِكَ عَنْهُ من شيوخه نحو من ثلاثين شيخاً من شُيُوْخ بَغْدَاد، ومصر، وغيرهما، وَلَا يعزو التخريج إِلَى أَحَد، وقَدْ نَقَلَ هَذَا المصنف عَنْ أَبِي مَنْصُوْر فِي هَذَا الكِتَاب، فعلم أَنَّهُ وقف عَلَيْهِ، وكَانَ يَنْبَغِيْ لَهُ أن ينبه إِلَى ذَلِكَ".

ثُمَّ تعَقِبَ السخاوي الْحَافِظ ابْن حجر، فَقَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015