وأما علم العبد باسم الإله فيشمل الأول ويزيد عليه، فشموله للأول تبيّن أنه من جهة انفراد الرب سبحانه بالضر والنفع والعطاء والمنع.

وأما الزيادة فهذه أخص باسم الإله وذلك هو العلم بما يتصف به الإله الحق سبحانه مما يوجب تألهه بالحب كله والخوف كله والرجاء كله وانجذاب القلب والروح إليه وهو صفات الإله الذاتية من الجمال والجلال والكمال وهذا فطرة للعبد، تُكمل نقصه وتُفصل مجمله الشريعة.

وكلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) بيانها للأول الذي هو ملكية الرب وفاعليته أظهر إذْ معناها: لا تحوّل من حال إلى حال سواء من سكون إلى حركة أومن حركة إلى سكون في الوجود كله إلا بقوّة، وبما أن الوجود كله هكذا لا يخرج عن محيط السكون والحركة ويتقلب بينهما وهذا هو الحوْل، وحتى يقع الحوْل فلابد من قوة مؤثرة وهذه القوة هي فاعلية الإله في الوجود، فهذا كله في شأن الربوبية.

أما كلمة (لا إله إلا الله) فبيانها للثاني الذي هو صفات ذات الإله من الجمال والجلال والكمال أظهر إذ معناها انجذاب الروح بكليتها نتيجة هذا العلم إضافة إلى العلم الأول، وإنما يكون انجذابها بحسب التفريد والتجريد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015