وقال:

فإن رُمت النجاة غداً وترجو ... نعيماً لا يصير إلى زوَأل

نعيماً لا يبيد وليس يفنى ... بدار الخلد في غرف عوالي

وحوراً في الجنان مُنعمات ... مليحات التبعّل والدلال

فلا تشرك بربك قطّ شيئاً ... وأخلص في العبادة والفِعال

ولا تذهب إلى الأموات جهلاً ... لنفع أو لضرّ أو نوال

ولا تجعل وسائط ترْتجيهم ... فإن الله ربك ذو الكمال

عليهم قادر بَرٌّ كريم ... بصير سامع لذوي السؤال

وليس بعاجز فيُعان حاشا ... وليس بغائب أوذي اشتغال

فلا يدري بأحول البرايا ... فتدعو من يُخَبِّر بالسؤال

فتجعله الوساطة إن هذا ... لَعَمْرى من مزلات الضلال

وهذا يقتضي أنْ ليس ربي ... مريد النفع أو بذل النوال

ولا الإحسان إلا من شفيع ... يُحَرّكه فيعطف ذو الجلال

لحاجته ورغبته إليه ... وهذا لا يكون لذي الكمال

أليس الله خالق كل شيء ... ومالكه وربك ذو التعالي

ومن ذا شأنه وله البرايا ... بأجمعها الأسافل والأعالي

أكان يكون عوْناً أو شفيعاً ... يُخبّر بالغوامض والفعالٌ

ويُكرهه على ما ليس يرضى ... تعالى ذو المعارج والمعالي

أكان يكون ما يخشاه ربي ... ويرجوه لتبليغ المقال

ويشفع عنده كُرهاً عليه ... كما عند الملوك من الموالي

لحاجتهم ورغبتهم إليهم ... لخوف أوْ رجاء أوْ نوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015