وإنَّما كُسرت فقيل مررت بعبد الله، لأنك تقول: تثبتُ باء فتردها إلى الياء وتميلها أيضاً وتقول الباء فتميلها، والكسرة بما كان من الباء وبما حسنت فيه الإمالة أولى. وعددُ الباء في القرآن اثنا عشر ألفاً وأربعمائة وثمانية وعشرون باء، وفي الحساب اثنان، وفي كتاب أحد عشر ألفاً ومائتا حرف. والعربُ تقيمُ الباء مُقام مِنْ، حُكي عنهم أنهم يقولون: سقاك الله بحوض الرسول صلى الله عليه وسلم، أي من حوض الرسول. وتجعلُه في موضع على كقوله:

ألم تلمم على الدِّمن البوالي ... ...............

أي بالدِّمن. وفي موضع مع قال:

داويتُه بالمحض حتى شتا ... بحيدب الآري بالمرود

أي مع المرود. والعربُ تجعلُ الباء ميماً والميم باء فيقولون: لازب 1/ 396 وسَيَّدَ رأسه وسمَّد رأسه إذا استأصله، واطْيأنَّ واطمَأنَّ. تقول: لا يطبئن لك ولا يَطْمَئِنَّ إليك. والعربُ تُدْخِلُ الباء في المدح والذم، فيقولون في المدح: كفاك به رجلاً ونهاك به وناهيك به، وفي الذَّمِّ بئس به رجلاً، فإذا طرحوا الباء رفعوا. قال الله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} أي كفى الله شاهداً أي رسوله. وكل ما في القرآن كفى بالله فمعناه كفى الله أي أغنى عن غيره. وكذا تستعمِلُه العَرَبُ بالباء إرادة المدح. وقال مضرس الأسدي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015