. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المائعات، وإن معنى قوله تعالى {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} (?) أى: مطهراً، خلاف ما ذهب إليه أبو حنيفة ومن وافقه، وأن معناه طاهراً (?) وأن طهوراً غير معدى، وقوله - عليه السلام - هنا فى الحديث فى الأرض: " طيبة طهوراً " أى: طاهرة ولا يمكن أن يفهم من قوله: " طهوراً " غير التطهير لغيرها، إذ قد وصفها بالطيب والطهارة فى نفسها، ثم جعلها مطهرة من الحدث ومسجداً للصلاة.

وقوله: " أعطيت خمساً لم يعطهن نبى قبلى " (?) وذكر فيها الشفاعة، هى العامة فى المحشر، التى يلجأ إليها الخلق أجمعون، إذ قد جعلت الشفاعة فى الخاصة لغيره، وقيل: شفاعة لا ترد فى أحد، وقد تكون شفاعة لخروج من [فى] (?) قلبه مثقال ذرة من إيمان من النار إذ لم يأت شفاعة لغيره إِلا قبل هذا، وأما هذه فمختصة [به] (?)، كما اختصت به شفاعة المحشر العامة للخلائق، وأما اختصاصه بكون الأرض له مسجداً وطهوراً، فيدل أن التيمم لم يشرع لغيره قبله، وأما كونها مسجداً فقيل: إن من كان قبله من الأنبياء كانوا لا يصلون إِلا فيما أيقنوا طهارته من الأرض، وخص نبينا وأمته بجواز الصلاة على الأرض إِلا ما تيقنت نجاسته منها.

وقوله فى الحديث الآخر: " فضلنا على الناس ثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء " (?) وذكر خصلة أخرى، ظاهره أنه ذكر ثلاث خصال، وإنما هى اثنتان كما ذكر؛ لأن قضية الأرض كلها خصلة واحدة، والثالثة التى لم تذكر بيَّنها النسائى من رواية أبى مالك بسنده هنا، وقال: " وأتيت هذه الآيات من خواتم البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن أحد قبلى ولا يعطهن أحد بعدى " (?).

وقوله ها هنا: " وترابها لى طهوراً " (?) وتخصيصه بذلك بعد قوله: " جعلت لى الأرض كلها مسجداً " (?) مما يحتج به المخالف علينا ويقضى بتخصيصه بين سائر أجواء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015