في الإجابة عن قول السائل: (ماالحكمة في رمي الحجارة في القليب في مزدلفة؟)

...

فصل

ثم قال السائل:

"ما الحكمة في رمي الجمار في القليب في مزدلفة؟ "

فالجواب أن نقول: قد بينا فيما تقدم أنه ليس على الإنسان أن يعلم الحكمة في جميع ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك ليس في طاقة البشر ولا في وسعهم، وإنما على الإنسان العاجز عن ذلك أن يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إيماناً عاماً مجملاً، سواء عرف الحكمة في ذلك أم لم يعرفها.

والعمدة في مناسك الحج ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالواجب علينا أن نمتثل أمر الله ورسوله صلى اله عليه وسلم في جميع ما أمر به رسولُه صلى الله عليه وسلم وفعله، فكان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمي الجمار ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في الهدي النبوي، قال رحمه الله تعالى: ـ

فصل: ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى من يومه ذلك، فبات بها، فلما أصبح انتظر زوال الشمس، فلما زالت الشمس مشى من رحله إلى الجمار ولم يركب، فبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف فرماها بسبع حصيات واحدة بعد واحدة، يقول مع كل حصاة: الله أكبر، ثم يقدم على الجمرة أمامها حتى أسهل وقام مستقبل القبلة، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015