خطورة رد الأحاديث الصحيحة

ذلك في حديث جابر الذي تقدم ذكره، ثم يذهب إلى الدجال فيقتله، وحينئذ يكون قيام الساعة قريبا جدا، وعلى هذا فمن ادَّعى من المفتونين أنه المهدي المنتظر، ولم يخرج الدجال في زمانه، فإنه دجال كاذب (?)، وكذلك من ادَّعى أنه المسيح بن مريم ولم يكن الدجال قد خرج قبله فإنه دجال كاذب، وللمسيح بن مريم علامتان لا تكونان لغيره من الناس:

إحداهما: أنه يقتل الدجال كما تواترت بذلك الأحاديث.

والثانية: أنه لا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، كما جاء ذلك في حديث النواس بن سمعان، الذي رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: غريب حسن صحيح. وفي هاتين العلامتين قطع لأطماع كل دجال يدَّعي أنه المسيح بن مريم.

وقبل الختام أحب أن أنبه عبدالكريم الخطيب على خطورة الأمر في رد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، سواءً كانت من أحاديث أشراط الساعة مثل ظهور المهدي، وخروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام وغير ذلك من أشراط الساعة، أو كانت من غيرها، فإن الذي يرد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو في الحقيقة يرد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينسَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015