مقدمة

لاجدال أن وفاة الملك هيرودس أنتيباتر قبل ميلاد السيد المسيح بعام أو عامين يفقد إنجيل متى مصداقيته , كما يؤكد شكوك علماء الأناجيل فى حقيقة حدوث روايات الميلاد التى إنفرد بها هذا الإنجيل كظهور نجم الميلاد وزيارة المجوس ومذبحة أطفال بيت لحم وذهاب العائلة المقدسة إلى مصر.

هكذاوضع علماء التاريخ رجال الدين المسيحى فى مأزق لا يحسدون عليه فحتى أواخر القرن الخامس الميلادى كان هناك شبه إجماع بين أباء الكنيسة على أن عام ميلاد السيد المسيح هو العام الثانى قبل الميلاد (2 ق. م) والأقلية حددت 3 ق. م ولكن إعتماداً على ما جاء بإنجيل متى والتسليم بمصداقيته تم تحديد هذا التاريخ بالعام الخامس قبل الميلاد (5 ق. م). فى أواخر القرن العشرين وبإعادة الحسابات والمعطيات التاريخية أكد علماء التاريخ أن العام الثانى قبل الميلاد هو الأصوب ويجب الرجوع إليه. وعلى الجانب الآخر أكدت إكتشافات (أركيولوجية) تاريخ وفاة الملك هيرودس أنتيباتر المعتمد من قبل وهو العام الرابع قبل الميلاد (4 ق. م).

وفاة الملك هيرودس قبل ميلاد السيد المسيح يسقط كل ما بناه خيال كاتب إنجيل متى الخصب من أحداث إنفرد بها ليس فقط عن باقى كتاب الأناجيل بل أيضاً عن المؤرخين التاريخيين الذى عج بهم عصر الميلاد.

وبغض النظر عن الأدلة التاريخية أليس من المنطق النظر بعين الشك والإرتياب فى الأحداث أحادية الشاهد وفردية الراصد؟

من الواضح الجلى أن ولع وإهتمام إنجيل متى بنصوص أنبياء العهد القديم هو الذى أوحى إليه بأحداث الميلاد , فكوكب النبى (بلعام) ومذبحة أطفال العبرانيين التى قام بها (ملك مصر) ومجئ بنى إسرائيل إلى مصر وخروجهم منها , إمتزجت مع القصص الأسطورية التى تروى عن ميلاد الزعماء والعظماء , وصنع منها الإنجيل تلك الروايات الخرافية التى طالما رفضها علماء الأناجيل فى الجامعات الأوروبية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015