اعلام مالقه (صفحة 362)

حرف الياء

ومنهم:

169 - يحيى بن علي بن حمّود بن ادريس العلوي

يسمى بالمعتلي. خاطبه البربر عند فرار عمّه القاسم من قرطبة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، / 198 / فوصل إلى قرطبة غرة جمادى الأولى يوم الاثنين من عام اثني عشر. ثم إنه خرج في عام أربعة عشر إلى الجزيرة الخضراء فدخلها غدوة. ولما دخل قرطبة أساء إلى البربر، وخرج منها إلى مالقة، وخاطبوا بعد خروجه القاسم، فرجع إليهم إلى أن قاموا على عبد الله بن عبد الرحمن الناصر سنة ست عشرة، وانصرفت الدولة للعلويين، فخاطبوا يحيى بن علي المذكور. وفيه يقول ادريس بن اليماني الشاعر: [خفيف]

قيل لي أنت أشعر النّاس طرّا ... بالمقالات والكلام البدية

فعلا ما تركت مدحك يحيى ... والخصال التي تجمّعن فيه

قلت لا أكتفي بمدح إمام ... كان جبريل صاحبا لأبيه

وكان أشجع بني حمّود وأكرمهم وأجملهم. ثم إنّ أهل قرطبة تخاذلوا عليه، فأطلق النّار في القصر، فاشتعلت فيه ثلاثة أيّام، ولم يعد بعد لما كان. وانصرف إلى مالقة، وأقام عمه القاسم بها. وفي سنة ست وعشرين خاطب باديس بن حبوس الصنهاجي وعبد الله بن محمد البرزاليّ بالوصول إليه، فاعتذرا له، فنهض إلى قرمونة، ففرّ عبد الله أمامه، ودخل هو قرمونة. فقال له البربر: هذا رجل قد فرّ إلى اشبيلية، وهي لا تدخل إلاّ بالحصار، فلتجلس حتّى تنقضي الصّائفة وتنزل عليها.

فقال لهم: أمّا أنا فلا أبرح حتّى يفتح الله فيها. لكن انصرفوا وأنا مقيم حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015