عليهم وإنما سمعوا قراءته حين مروا به مصليا.

وحكي عن ابن مسعود أنه رآهم وقرأ عليهم القرآن.

وفي قوله: فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا (?) وجهان:

أحدهما: فلما حضروا قراءته القرآن قالوا: أنصتو لسماعه.

والوجه الثاني: فلما حضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أنصتوا لسماع قوله، فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين وفيه وجهان:

أحدهما: فلما فرغ من الصلاة ولوا إلى قومهم منذرين به.

والثاني: لما فرغ من قراءته القرآن ولوا إلى قومهم منذرين وقالوا ما حكاه الله تعالى عنهم: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (?) في فصاحته وبلاغته.

والثاني: عجبا في حسن مواعظه.

وفي قوله يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ (?) وجهان:

أحدهما: إلى مراشد الأمور.

والثاني: إلى معرفة الله تعالى، فثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامّ الرسالة إلى الإنس والجن فلم يختلف أهل العلم أنه يجوز أن يبعث إليهم رسولا من الإنس واختلفوا في جواز بعثة رسول منهم فجوزه قوم لقول الله تعالى: امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ

(?) ومنع آخرون منه وهذا قول من جعلهم من ولد إبليس وحملوا قوله: لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ

(?) على الذين لما سمعوا القرآن ولوا إلى قومهم منذرين فأما كفارهم فيدخلون النار، وأما مؤمنوهم فقد اختلفوا في دخولهم الجنة ثوابا على إيمانهم، فقال الضحاك: ومن جوّز أن يكون رسلهم منهم يدخلون الجنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015