قال أبو جعفر النحاس في قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} 1: ويجوز في غير القرآن: لا إله إلا إياه، نصب على الاستثناء2.

وكرر هذه العبارة بعينها القرطبي عند حديثه عن هذه الآية3.

وقال الزجاج4: ولو قيل: لا رجل عندك إلا زيداً جاز. ولا إله إلا اللهَ جاز. ولكن الأجود ما في القرآن، وهو أجود أيضا في الكلام. قال الله عز وجل: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} 5. فإذا نصبت بعد إلا فإنما نصبت على الاستثناء.

(2) في الحديث النبوي:

وردت كلمة الشهادة (لا إله إلا الله) في مواضع كثيرة من الحديث، وجاءت كلها بالرفع، ومن ذلك:

أ- في صحيح البخاري، ومعه فتح الباري (1/103) ، (129) .

ب- في صحيح مسلم بشرح النووي (1/ 183) ، (188) ، (197) ، (206) .

جـ- ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة بعد الإِقامة إلا المكتوبة".

قال أبو البقاء العكبري6: الوجه هو الرفع على البدل من موضع لا، والنصب ضعيف، وقد بين ذلك في مسائل النحو، ومثل ذلك: لا إله إلا الله.

د- وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا شفاءَ إلا شفاؤك".

قال العكبري7: "شفاؤك" مرفوع بدلا من موضع "لا شفاء" ومثله لا إله إلا الله.

(3) في الشعر:

أ- قال الشنفري في لا ميّته:

نصبت له وجهي ولا كِنّ دُونَهُ

...

ولا سترَ إلا الأتْحَمِيُّ المُرَعْبَلُ8

طور بواسطة نورين ميديا © 2015