ومن ذلك قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ) (?) ، فالباء في «بقادر» ، زائدة، لأنه خبر «أن» ، وجاءت زيادتها للحاق النفي أول الكلام.

وأما قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (?) فالكاف زائدة، والتقدير: ليس مثله شيء، لأن حمله على الظاهر يوجب إثبات المثل.

وقيل: الباء بمعنى الصفة، أي: ليس كصاحب صفته شيء، وصاحب صفته هو هو.

وقيل: بل «المثل» زيادة.

وقد تزاد «من» في النفي بلا خلاف، نحو قوله: (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) (?) أي: ما لكم إله، وكقوله: (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، وقوله:

(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ) (?) ، (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) (?) .

فأما زيادتها في الواجب فلا يجوز عند سيبويه، وهو جائز عند الأخفش، وقد تقدم ذلك فيما مضى، كقوله تعالى: (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً) (?) .

و: (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) (?) . وقد تقدّم ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015