وأما قوله: (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) «1» ، ف «الساعة» مفعول به حقيقة، وليس على الاتساع، وجعل الظرف مفعولاً على السعة.

ألا ترى أن الظرف إذا جعل مفعولاً على السعة فمعناه: متسعاً فيه، بمعنى الظرف.

وإذا كان كذلك كان المعنى: يعلم الساعة، وليس ذلك بالسهل، لأنه سبحانه يعلم على كل حال، وإنما معنى «يعلم الساعة» أي: يعرفها وهي حق، وليس أمرها على ما أنتم عليه من إنكارها، من قوله: (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) (?) .

وإذا كان كذلك فمن نصب «وقيله» (?) كان حملاً له على المعنى، وموضع «الساعة» منصوب في المعنى، لأنه مفعول بها.

وقيل: إن «قيله» منتصب بالعطف على قوله: (لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) (?) ، «وقيله» .

قال أبو علي: ووجه الجر في قوله «وقيله» على قوله: (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) «5» أي: يعلم الساعة، ويصدق بها، ويعلم قيله (?) .

ومعنى يعلم «قيله» أي: يعلم أن الدعاء مندوب إليه، نحو قوله:

(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (?) . و (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015