نتبين ذلك في قصة ابراهيم عليه السلام (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (?) ويبين ذا قول رؤبة:

/ يا دار عفراء ودار البخدن ... أما جزاء العالم المستيقن

فلو لم يكن في «المستيقن» زيادة معنى، لم يكن في الوصف الأول، لم يحسن هذا الكلام، وكان غير مفيد، وهذا كقول زهير:

فلأياً عرفت الدار بعد توهم (?)

وقال بعد:

فلما عرفت الدار (?)

أي: عرفتها بعد إشكال أمرها والتباسها علي.

وعلى هذا قول الآخر:

حيّوا الدّيار وحيوا ساكن الدار ... ما كدت أعرف إلا بعد إنكار

وكان معنى: أشهد أيها الحاكم على كذا، أي: أعلمه علماً يحضرني قد تذلل لي فلا أتوقف عنه ولا أتلبث فيه، لوضوحه عندي وتبينه لي وليس كذلك سبيل المعلومات كلها.

ألا ترى أن منها ما يحتاج إلى توقف فيه واستدلال عليه، وتذليل له ويدل على هذا، وأن الشهادة يراد بها المعنى الزائد على العلم، أنه لا يخلو من أن يكون العلم مجرداً مما ذكرناه، أو العلم مقترناً بما وصفناه من المعاني، والذي يدل على أنه المقترن بالمعنى، الذي ذكرنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015