وهذه مسألة عرضت، فنقول فيها: إن «من» لا تزاد في الواجب عندنا. وقال الأخفش: تجوز زيادتها في الواجب، كما جازت زيادتها في النفي، وكما جاز: (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) (?) و (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) (?) ، و (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) (?) ، و (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ) (?) ، بالإتفاق، فكذا في الواجب، والتقدير عنده: (يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (?) ، وكذا: (وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) (?) .

وسيبويه يحمل هذا ونظائره في التنزيل على حذف الموصوف، الذي هو المفعول، وإقامة الصفة مقامه.

فأما قوله تعالى: (وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) (?) ، فإن التقدير:

ولقد جاءك شيء من نبأ المرسلين.

وجاز إضمار «شيء» وإن كان فاعلاً، لأن الفعل لا بد له من الفاعل، وقد تقدم هذا.

فأما قوله: (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) (?) ، فمن خفف، كان «ما» بمنزلة «الذي» ، وفيه ذكر مرفوع يعود إلى «ما» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015