وإن قدرت «قادرين» : مقدرين عند أنفسهم رفع غلتهم وتحصيلها.

وعلى هذا قراءة من قرأ: (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) (?) وقال في موضع آخر: قادرين عليها، أي: على جناها وثمارها عند أنفسهم، فحذف الجار لتقدم ذكره في الكلام، كما حذفه عند الخليل من قوله:

إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتكل (?)

والمعنى عنده: على من يتكل عليه، وكذلك الآية، وهو وجه.

ويبين أن «على» مرادة [بدليل] قوله في [الآية] الأخرى: (وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) (?) أي: على ما أخرجت من ثمر وجنى.

وقوله: (خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) (?) أي: قدره على الاستواء، فحذف الجار والمجرور، لقوله (ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) (?) ، وقدره على هذه الصورة التي هو عليها.

وقيل: أخرجه على التقدير.

وقيل: جعله على مقدار تقتضيه الحكمة.

وقيل: قدره أحوالاً: نطفة تارة، وعلقه أخرى، ثم مضغة، إلى أن أتت عليه أحواله وهو في رحم أمه.

وقيل: وقوع التقدير هنا بين الخلق وتيسير السبيل.

وتيسير السبيل، يحتمل أن يكون بمعنى الإقدار، لأن فعل وأفعل أختان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015