وما روى من قوله: المرء كثير بأخيه، لأن ذلك لا يوصف به المؤمنون.

وعكسه: (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (?) .

فأما قوله: (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا) (?) فيكون العدد من الذل لأنهم لكفرهم لا يكثرون عند البأس، فهم خلاف الأنصار الذين قال فيهم:

إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع.

وقوله تعالى: (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) «3» ليس هو من قلة العدد، كأنه:

عن زمان قليل يندمون. و «عَمَّا» متعلق بمحذوف يدل عليه (لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) «4» .

ومن حذف الموصوف قوله: (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) (?) أي: نعم شيئاً يعظكم به موعظته، فحذف المخصوص بالمدح، وكلاهما حسن.

ومنه قوله: (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ) (?) ، أي: فرقة خائنة. وقيل:

على خيانة. وقيل: الهاء للمبالغة.

فأما قوله: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (?) أي: بالصيحة الطاغية.

فحذف الموصوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015