أُمِنْ رَيَحانَةَ الدَّاعِي السمِيعُ ... يُؤَرِقُني وَأصحابي هُجُوعُ

يريد: المسمع.

وجمع (نبيء) بالهمز: نبآء، قيل: كريم وكرماء. قال عباس بن مرداس:

يا خاتَم النُّبَآء إنَّك مُرْسَلٌ ... بالخيرِ كلُّ هدى السَّبيلِ هُدَاكا

ويقال: نبيّ بغير همز، ويحتصل وجهين:

أحدهما: أن يكون من (أنبأ) إلا أنّه خُفف بترك الهمز، كما قالوا: برية وروية، وأصلها الهمز.

والوجه الثاني: أنّه يحتمل أن يكون من (النباوة) وهي المرتفع من الأرض، فلارتفاع ذكره سُمّي بذلك، وجمعه على هذا: أنبياء، بمنزلة: غني وأغنياء، وترك الهمز أفصح. ويروى أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه: يا نبيء الله - بالهمز - فقال: لست بنبيء الله ولكنني نبي الله، فهذا يدل على ترك الهمز، وكأنه كره التقعير.

* * *

قوله تعالى: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)

يقال: لمَ جمعت القلوب؟

وعن هذا أجوبة

أحدها: أنّ التثنية جمع في المعنى، فوضع الجمع موضع التثنية، كما قال تعالى: (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ)، وإنما هو داود وسليمان عليهما السلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015