"الفصل الثاني":" في المسألة التي بها نجاة المسلم من الخسارة والهلاك"

وأرشد إلى ما به الفلاح والنجاح، وجعل ذلك في أربع مسائل تعلمها من مقتضى الإسلام.

1- العلم ثم بين المراد به بأنه معرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

2- العمل به.

3- الدعوة إليه.

4- الصبر على الأذى فيه.

ثم استدل على هذه المسائل الأربع بسورة من سور القرآن وهي قوله تعالى:

{وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 1.

والاستدلال من هذه السورة واضح (فآمنوا) أي علموا، وهذا التفسير لاقتران العمل بالإيمان، وحيث أطلق الإيمان شمل العلم والقول والعمل، (وعملوا الصالحات) دلت على وجوب العمل بالعلم، و (تواصوا بالحق) دلت على وجوب الدعوة إليه، و (تواصوا بالصبر) دلت على وجوب الصبر على الأذى فيه.

فهل ينكر هذا الاستدلال ومطابقته بما استدل عليه إلا مكابر معاند، وهذا غير معتبر.

وقد سبق إلى هذا الاستدلال الإمام الشافعي - رحمه الله - بقوله: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015