يراد بها إلا الحصول على الغايات الآنفة من بيع السلاح، وإشغال العالم، واستنفاد الثروات والحصول عليها للمستعمر بيد أبنائها وبدماء أهل الأوطان أنفسهم وهذا أخبث أنواع الاستعمار منذ أن وجدت الدنيا.

وأما تلك الحروب التي يشعلها المظلومون لاسترداد حقوقهم فسريعاً ما يستغلها سماسرة الحروب وتجار السلاح فيأتون للمسكين والمظلوم والمضطهد ويظهرون له أنهم معه وأنهم مؤيدون لحقه ويبيعونه السلاح وقد يمدون له في الأجل ويضاعفون عليه الديون والربا إلى أن يقع نهائياً في أحابيلهم واستعمارهم، وهم مع ذلك يساعدون عدوه ويبيعون السلاح له أيضاً ويؤيدونه ثم يكتشف المتحاربون في نهاية المطاف أنهم لم يكسبوا شيئاً وأنهم فقدوا كل شيء، وهذه حالتنا في حربنا مع اليهود، والاختلاف فقط في أن اليهود يجدون من يعطيهم مجاناً ولا نجد نحن إلا من يضحك منا ويستغل جهدنا و (عبطنا) واليوم يسعى رؤساؤنا بعد ربع قرن من البحث عن النصر والجري وراء اقتلاع اليهود من هذه الأرض إلى البحث عن السلام ووضع عصى التسيار والركون إلى الدعة والسلم، والعجيب أن ساستنا يبحثون عن السلام عند تجار الحروب تماماً كالذي يذهب ليشتري سم الفيران من عند متعهد بيع الفيران وتصديرها والذي يتوقف دخله وحياته عليها، أمريكا وروسيا أعدى أعداء السلام في الأرض لأن السلام يعني لهما أن لا بيع للسلاح ولا حصول على خيرات الآخرين، وليسوا على استعداد ليتحول مال البترول إلى صناعة تقطع الطريق على بيع صناعاتهم وتصديرها إلينا، فهم ليسوا أغنياء إلى هذا الحد، إلى الحد الذي يفقدون فيه أسواقهم وتجاراتهم ورفاه شعوبهم وتسلبهم متعتهم بعذاب الآخرين (ولا أخلاق للسياسة) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015