النفس والأهل بالمعروف، وليس من المعروف ما نمارسه الآن من إهدار ثروات الأمة على هذه الرياش والزينة والزخرف والترف الذي بلغ كل حد ووصف، فأواني الذهب والفضة، والأثاث الخيالي الخرافي والحمامات المزودة بصنابير الذهب، والسيارات الخيالية التي استغنى الغرب الرأسمالي عن استعمالها لتكاليفها الباهظة وابتدأ يصدرها إلى (أغنياء النفط) والمساكن (والفيلات) الخيالية وإهدار الطعام والشراب، والتنافس في الاستحواذ على المجوهرات والمصوغات الباهظة، ثم اللوحات (الفنية) التافهة، وحفلات الظهور السخيفة كل هذا ينذر بكارثة لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى مآلها ومنتهاها.

فالترف هو من أكبر عوامل الفساد والتحلل والانهيار والحضارات البائدة جميعها حضارات بادت بسبب الترف أو كان الترف أهم أسباب سقوطها، فهذا الترف يسبب الأمراض النفسية والجسمية ويملأ المجتمع بالحقد والكراهية والتفكك فمن من هؤلاء لا يفكر إلا في (ربع) الفساد والانحطاط وصدق الله سبحانه وتعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً} .

وليس بالضرورة يكون التدمير بكارثة من السماء أو الأرض فالحضارة المترفة الفاسدة يدمر بعضها بعضاً لأنها تحمل عوامل سقوطها ودمارها وتلك سنة الله سبحانه وتعالى.

إننا نحتاج إلى تقييم آخر لقضية المال الخاص فنطلق أيدي المخلصين العاملين المنتجين، ونضرب على أيدي السفهاء المنحرفين وذلك أن مثل المجتمع الواحد في ترابطه وتأثر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015