الآن حقيقة واقعة وأنها ساعية لا محالة إلى أهدافها التي رسمتها وعقدت العزم عليها، وإذا كان يحق لنا أن نعترف بهذا فإنه ينبغي أن نعلم أيضاً أن اليهود لم يقطفوا بعد ثمار نصرهم التي يرجونها، ولم يحققوا بعد غاية وجودهم في هذه الأرض، فلم يكن هدف اليهود إيجاد دولة وكفى أو البحث عن مجرد هوية وجنسية لرعاياهم أو مجرد تجميع اليهود من أرض الشتات إلى أرض الميعاد، بل إن هدفهم النهائي هو أن تكون دولتهم الحية والثعبان الذي يلتف على عنق هذه الأمة ويمتص خبراتها، ويستبعد شعوبها، ويحقق تعاليم تلمودها وما افتراه شياطينهم نسبوه لله زوراً وبهتاناً.

وإن الذي يتحتم علينا الإقرار به ومعرفته أن معركة السلم والسيطرة الاقتصادية والسياسية لا نستطيع أن نجاري اليهود فيه بحال، إننا كأمة عربية ورثت الإسلام حاربنا اليهود ونستطيع أن ننتصر عليهم في المعارك، بل إن الحرب هي صناعتنا وحرفتنا منذ فجر التاريخ، وما هزمنا أمام اليهود إلا خيانة لا جبناً، ولن ينتصر اليهود علينا في حرب آتية إلا بالخيانة لا بالشجاعة بل إن يهود فلسطين لو علموا -يقيناً- أننا عازمون على حربهم لما بقي منهم في مقامهم أحد، ولكن صناعة السلاح، وحرفة الاقتصاد فلسنا فيها في قليل ولا كثير، فاليهود هم فرسانها ورجالها في كل جبل وعلى كل أرض، وأما نحن العرب فبالرغم من أننا أغنى شعوب العالم إمكانيات وثروات فنحن أفقرها انتفاعاً بهذه الثروات والخزائن، إننا أمة ما زلنا ولا نزال مشهورين بغبائنا الاقتصادي وتخبطنا الإعلامي والسياسي، وذلك أن فنون الحيل والغش والكذب لا نجيدها ولا نعرفها وإن عرفناها فلا نستطيع أن نمارسها.

اليهود هم أساطين المال والفساد في الأرض فبالرغم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015