وسيلة فعالة، وسلاح فتاك، وأمتنا في تاريخها الطويل المجيد ما كانت لتحقق نصراً لولا أنها جمعت بين الجسد والروح، بين السعي المطلق وبذل الوسع إلى أقصاه لاتخاذ الوسيلة المناسبة، وبين التوكل المطلق واليقين الكامل أن النصر من عند الله سبحانه وتعالى، وأن الوسائل لا تساوي شيئاً إن أراد الله شيئاً آخر.

وهذا واضح كامل الوضوح في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فلو جئت تنظر إليه في حركته السياسية بدعوته وكيف كان يتخذ الأسباب ويعد لكل أمر عدته لقلت أنه لا يؤمن بشيء فوق الأسباب وأنه لا يتعمد إلا عليها، ولو جئت تنظر إليه وهو يسعى إلى أمر لا تبلغه الأسباب المادية مطلقاً لقلت أنه لا يؤمن بشيء يسمى الأسباب وأنه يتوكل على ربه توكلاً مطلقاً، وهكذا كان الصدر الأول على الخصوص من المسلمين، آخذون بأسباب النصر والعزة والتمكين مستفيدين بذلك إلى أبعد الحدود ثم هم مؤمنون متوكلون يحملون آمالاً عريضة إلى أبعد الحدود.

* واليوم تسقط أمتنا بين دفع الماديين الذين فقدوا إيمانهم وأرواحهم، وبين دفع المتهورين الذين فقدوا عقولهم وبصيرتهم فمتى تنشأ في الأمة روح جديدة تملؤها سعادة ونشوة، ومحبة وغيرة، وتجعلها تستفيد من هذه الإمكانيات الضخمة الهائلة التي ذخرها الله في هذه الأرض، متى نستفيد من شبابنا الخلاق لو عرف الطريق.. ومن نسائنا المخلصات الوفيات المجاهدات لو علمن الطريق.. ومن بترولنا المتدفق لو أحسنا استخراجه وتصنيعه ومن أموالنا وموقعنا ومن تراثنا العزيز متى نستفيد من كل إمكانياتنا المهدرة وشبابنا الضائع.

* متى يعرف صناع القرار السياسي في بلادنا كيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015