إلى الإقليمية، ونبش آثار الجاهلية، فإذا كان الذين حولوا مسار القضية الفلسطينية من مسارها الإسلامي الديني إلى مسار قومي عربي. قد أخطأوا وأساءوا لقضايا الأمة وشعوبها فإن الذين يطرحون قضية فلسطين في منطلق إقليمي أشد خطأ وأكبر إساءة للأمة وتاريخها والمهم أن هذا المنطلق الجديد لعلاج هذه القضية قد أدى إلى التنابز بالألقاب وأحياء النعرات الجاهلية الإقليمية البائدة. وبالرغم من أن احتلال اليهود لهذا الجزء من الوطن الإسلامي كان عاملاً للتقارب والاتحاد، إلا أنه بهذا الطرح الجديد قد أصبح عاملاً للفرقة والخلاف واحياء للجاهليات القديمة التي عفا عليها الزمان.

* وبعد فليس هناك مسلم ولا عربي صحيح النسبة إلى العروبة يأبى أن تكون مصر وأن تظل رائدة ورأساً لهذه الأمة، ولا أن يكون رئيسها الأخ الأكبر لإخوانه وزملائه.. ولكن المسلمين لا يعلمون من مصر إلا أنها بلد المسلمين وكنانة الإسلام، وحامية أوطانه في كل تاريخها مع التتار والصليبيين. وكذلك مع اليهود والصهاينة. أما أن تكون مصر هي بلد الفراعنة، والأهرام وأبي الهول فلا.. فهذا أمر قد جاوزته مصر منذ أكرمها الله برسالة الإسلام ورفرفت عليها أعلام القرآن وتكلم أهلها بلغة العرب..

* ثم أما بعد فإن رياح الجاهلية التي بانت تقصف بالإسلام والمسلمين شرقاً وغرباً يوشك أن تدمرنا فثقافة بابل وأشور تطغى اليوم على ثقافة العباسيين في الرافدين، والشعوبية والباطنية والصليبية تعصف ببلاد الشام وتطغى ثقافتهم على ثقافة بني أمية، والعرب والبربر في المغرب يتنازعون على الصحراء، والقحطانيون في اليمن يقتتلون على الحكم والرياسة، والقرامطة يحيون في أقصى الجزيرة ذكر قرمط ويدفنون تراث محمد بن عبد الله، وبنو يعرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015