الدوَّامة

أصدق وصف من الممكن أن نصف به حالة الأمة الإسلامية اليوم هو أنها تعيش في الدوامة، فالتمزق السياسي، والنزاعات الإقليمية، والانفصال النفسي، وضياع الأهداف وابتعاد الآمال بالعزة والسيادة، واللهث وراء الأحداث المتناقضة المتشابكة وعدم فهم ما يدور.. كل هذه ملامح واضحة للدوامة التي تلف العالم الإسلامي.

وليس العالم الإسلامي وحده في هذه الدوامة، بل إن شعوب الأرض جميعاً قد أصبحت أجزاء تائهة وسط هذه الآلة الرهيبة التي تطحن الجميع بلا رحمة، فالأزمات النفسية، والصراعات الدولية، والتسابق الجنوني نحو مصادر الطاقة والمواد الخام، والأسواق والإنتاج الصناعي المجنون لكل شيء وبلا حساب، والركض اللاهث نحو أسلحة الدمار والفناء.. كل هذا وغيره جعل إنسان العصر هو إنسان الصراع أو الإنسان التائه، وجعل السمة الأساسية لعصرنا الرهيب هو "الصراع".

ولو خرجنا قليلاً بأنفسنا من الدوامة لنلقي نظرة عامة من خارجها لوجدنا أن البداية لهذه الدوامة المعقدة هو انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط انجلترا وفرنسا اللتين خرجتا منتصرتين ظاهراً ولكن منهزمتين حقيقة واللتين أفسحتا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015