وقد ملك بوضع اليد مرات عديدة، وأما شهادة التوراة، فقد كانت يوم قام اليهود يوماً من عمرهم بدين الله، ثم عندما تخلفوا عنه شتت الرب شملهم وقطعهم في الأرض أمماً، وإن كان احتلالهم الأخير لفلسطين بالقوة والحرب، فإن قوانين الأمم المتحدة التي تزعم إسرائيل أنها إحدى دولها لا تجيز ذلك، وباختصار إسرائيل لا أقول تمثل دور المغتصب، بل هي فعلاً اللص المحترف الذي يعيش على وطن مغتصب، وفي مقابل ذلك هناك أهل الوطن مازالوا يحملون في جيوبهم سندات (التطويب) من الحكومة العثمانية والإنجليزية والأردنية والمصرية.

هذه المقابلة -الساذجة جداً- بين حق اليهود في فلسطين وحق الفلسطينيين فيها تصور إلى أي حد أننا فشلنا في إقناع ما يسمى بالرأي العام بلغته وقوانينه التفاهة التي يتحاكم إليها، وتصور أيضاً إلى حد فشل إعلامنا العربي ليس فقط في أن يقنعوا من يمدون إسرائيل بالمال والسلاح أن للعرب الحق في فلسطين بل فشل الإعلام العربي أيضاً في أن يخبر العالم الغربي أن هناك شعباً حياً يسكن الكرة الأرضية يسمى بالشعب الفلسطيني!! وهذا يدل على أنه ليس صحيحاً أن دولنا تخوض حرباً سلمية ضد إسرائيل لأنه حتى هذه الحرب الكلامية الإخبارية لم تمارس إلا بشكل تافه جداً، (وأرجو أن نقرأ شيئاً عن دور الإعلام العربي في أمريكا) .

وهذا الذي نسمعه بين الحين والآخر من قضية كسب الرأي العام العالمي إنما هو تافه جداً بما ينبغي أن يكون، فإذا علمنا أن جهوداً قليلة في كسب الرأي العام قد آتت ثمارها سريعاً وخاصة في أفريقيا علمنا إلى أي حد أننا نمارس انتظاراً مملاً تافهاً.

ثانياً: زعماء إسرائيل قد كفونا مؤونة نبش جذور القضية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015