على مشاهير العلماء ثم عكف بعد على المطالعة والتحصيل على نفسه فبرع في الكتاب والسنة ومعرفة الخلاف وسائر العلوم العقلية والأدبية والرياضية. عمل مصححًا مدة بمطبعة الولاية ومحررًا في جريدتها كما عمل في بعض صحف دمشق، ثم اشتغل بالتدريس والعلم والتأليف فدرّس في الجامع الأموي كما انتقل إلى مدرسة عبد الله باشا العظم.

كان ذا نزعة فلسفية حسن المحاضرة كارهًا للمظاهر قانعًا بالكفاف لا يعنى بملبس أو بمأكل يصبغ لحيته بالحنّاء وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. عرف بحبه لنشر العلم بين العامة وبميله للعزلة والانفراد وعزوفه عن الناس كثير التنقل بين قرى غوطة الشام لتبليغ العلم للعامة.

ضعف بصره قبل الكهولة وفلج في أعوامه الأخيرة فترك بعض مؤلفاته ناقصة لم يتممها. انصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار في مباني دمشق القديمة فكان أحيانًا يستعير سلمًا خشبيًا وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسمًا فوق باب.

زار الغرب فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:

من قال أن الغرب أحسن منظرًا ... فلقد رآه بمقلة عمياء

له تصانيف كثيرة تزيد على الثلاثين منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل) و (شرح روضة الناظر) في الأصول لابن قدامة جزآن و (تهذيب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر) و (موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام) في الحديث مجلدان و (الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية) و (منادمة الأطلال ومسامرة الخيال) في معاهد الشام الدينية القديمة و (ديوان خطب) ورسالة (الكواكب الدرية) وديوان شعر اسمه (تسلية الكئيب عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015