ذلك اغبرّ عيش صاحب الترجمة وتكدر صفاؤه، وأخيرًا تنبه الأمير لغلطه فأرسل إليه صرة فيها خمسون ليرة فردها وارسل يقول: أنا لا ابيع مصيبتي (وعند الله تجتمع الخصوم)، ثم جاء الأمير بنفسه إلى دار المترجم فأخذ بيده واستسمح منه.

وله ديوان شعر منه:

إليك رسول الله أشكو نوائبا ... لقد أنحلت جسمي وأعمت بصيرتي

وقد زاد بي سقمي وطال تمرضي ... وقد ضاق بي صدري وصرت بحيرةِ

وحالي لا يخفاك تفصيلُ شرحه ... فجدْ لي بكشف الضرّ واقبل عريضتي

فيا خير خلق الله يا أشرف الورى ... على بابك العالي أنخت مطيتي

وفيك لقد أملت نيل مقاصدي ... وأرجوك يا مختار إبراء علتي

عليكَ صلاةُ الله ثم سلامه ... وآلك والأصحاب في كل طَرْفة

وقال مضمنا مصراع بيت للعارف ابن الفارض:

أجريت من شوقي إليك مدامعي ... وازداد من عشقي عليك تلهفي

ومذ حيّى غدا كالبدر يزهو ... بياض في بياض في بياض

وقال فيه العالم الشيخ صالح المنير:

بدا عبد السلام ففاح منه ... شذًا يسمو على زهر الرياض

ومذ حيّى غدا كالبدر يزهو ... بياض في بياض في بياض

وقد ألف رسائل لطيفة واجتمع عنده من الكتب ما لم يجتمع عند غيره فأوقف البعض منها على ذريته وبيع أغلبها في تركته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015