كان من الأفاضل الصالحين، خطاطًا متفننًا كاتبًا منمقًا مخترعًا مدهشًا ذا فكر ثاقب، كتب بخطه البديع من القطع وصنع من التحف ما لم يزل باقيًا حتى الآن منشورًا في البيوت مذكورًا في الألسن، وأقدم ذلك قطعة مؤرخة في سنة 1203.

أخذ الخط وفنونه عن العالم الصوفي الكاتب الشيخ مصطفى بن عبد الله بن محمود الكردي المتوفى بدمشق سنة 1202.

ومن لطائف صاحب الترجمة ما حدث به الشيخ عبد الله الحموي وكان أدركه قال: طلب من المترجم قطعة تعلق فوق ضريح سيّدنا يحيى في الجامع الأموي فكتب لهم قطعة فيها قوله تعالى: (ليس لها من دون الله كاشفة) (?) فوضعوها على الضريح المنوّه به، فلمّا رآها الشيخ العلامة حامد العطار قال لمن معه: ما كتب هذه القطعة إلا حنبلي. قالوا له: نعم كتبها الحاج عبد اللطيف الشطي.

ومن نوادره المشهورة ما حدث به الشيخ أحمد الشطي قال: كان طرق أحد اللصوص داره في محلة العمارة، وتكررَ نزوله عليه فتفكر في أمره واصطنع له فخًا يقبض على رجله إذا نزل وجعله بصورة الكرسي، ثم وضعه في الوضع الذي ينزل اللص منه، فلما كان الليل نزل اللص ووضع رجله على الكرسي المذكور فقبض على رجله، وآثر اللص على نفسه فتخلص من الفخ وفر هاربًا والدم يقطر من رجله، فلما خرج صاحب الترجمة إلى السطح عرف تفلت اللص من الفخ وانجراحه به فتعقب في الصباح أثر الدم حتى عرف دار اللص، فذهب إليه وتهدّده بالبطش والإهانة فشكى له حاله وتاب على يديه، ثم أكرمه صاحب الترجمة وعفا عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015