بسم الله الرحمن الرحيم

المدخل

زمن كالربيع حل وزالا ... ليت أيامه خلقن طوالا

حقا، لقد كان زمنا كالربيع في اشراقته، وفي خصوبته، وفي خيره، ودفقه وعطائه. ذلك هو زمن 1933 - 1935.

هو ثلاث سنوات في عمر تلمذتي بقسنطينة، وفي الجامع الأخضر لدى رائد الحركة الاصلاحية، وقائد النهضة العلمية، المنبعثة في الجزائر الأستاذ عبد الحميد بن باديس، طيب الله ثراه، وجازاه عن جهاده بما يجازى به عباده الصالحين، يوم لاينفع مال ولا بنون، الا من أتى الله بقلب سليم.

وقد سبقني الى هذا الزمن بسنتين أخي وصديقي المجاهد الأستاذ الفضيل الورتلاني الذي زار قسنطينة في مطلع السنة الدراسية الأخصرية 30 - 31 فاندهش لما فوجئ به من الدروس والنظام والنهضة، والحركة الدائبة، والحياة الجديدة، فشعر بالرضى وأحس بالاطمئنان، وعزم على الاسقرار والانتماء، وقرر أن يغادر حلقات الدروس التي تجمعنا واياه في البلد، على دروس العربية والبلاغة وشتى الفنون الأخرى من فقه وأحكام وقرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015