إن دين الإنسانية يجب أن يجتمع له المعتقد والشريعة، وطبيعي أن

يكون المعتقد سليماً والشريعة إنسانية صالحة.

وما ثم شك عندنا أن في البوذية من مكارم الأخلاق

طائفة صالحة تعد من ذخائر الإنسانية بأوامرها ونواهيها.

ومع وجود مكارم الأخلاق في البوذية فإنها لم تستوف

ما يجب أن يكون فيها من شرائع وقوانين لضمان العدل

والأمن بين الناس، وذلك نقص كبير.

وليست مجتمعات العصر الحديث كالمجتمعات السابقة

الساذجة أو التي كان كل مجتمع منها مقصوراً على نفسه،

ولم تكن مصالح الأمم متشابكة، ولهذا لا تصلح البوذية

لأن تكون دين الإنسانية شريعة وعقيدة، لأنها خالية من

وجود إله حق أو غير حق، وشريعتها مقصورة على آداب

وأخلاق لا تتسع للمعاملات وغيرها.

ومع أن البوذية هندية الأصل فإن عددهم في الهند لا

يعدو بضعة عشر مليوناً أكثرهم من بورما وسيلان، وهي

شائعة في غير الهند، مثل الصين، حيث صار بوذا نفسه

إلهاً معبوداً لدى الصينيين وأهل بورما والأقطار غير

الهندية.

صار بوذا لدى هؤلاء إلها ذا أقانيم ثلاثة، يرمزون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015