قراع السيوف بالسيوف حلنا ... بأرض براح ذي أراك وذي أثل

فما أبقت الأيام ملمال عندنا ... سوى جذم أذواد محذفة النسل

ثلاثة أثلاث، فأثمان خيلتنا ... وأقواتنا وما نسوق إلى القتل

2 - وله يتوعد عمرو بن أبي حجر الغساني:

ألا فاعلم أبيت اللعن أنا ... على عمد سنأتي ما نريد

تعلم أن محملنا ثقيل ... وأن زياد كبتنا ديد

وأنا ليس حي من معد ... يوزننا إذا لبس الحديد

3 - ومعلقته مشهورة ومطلعها:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا

يبدؤها بوصف الخمر، وينتقل منها إلى الغزل إذ يقول:

قفي قبل التفرق يا ظعينا ... نخبرك اليقين وتخبرينا

ثم ينتقل إلى موضوع المعلقة، ويظهر أن هذا الموضوع مقسم إلى قسمين عملاً في زمنين مختلفين، أولهما عمل أيام التحاكم أمام عمر بن هند والمفاخر بين تغلب وبكر ويبتدئ من قوله:

أبا هند فلا تعجل علينا ... وأنظرنا نخبرك اليقينا

بأنا نورد الرايات بيضا ... ونصدرهن حمرا قد روينا

ويفخر فيه بنفسه وقومه:

ورثنا المجد قد علمت معد ... نطاعن دونه حتى يبينا

والثاني عمل بعد قتله عمرو بن هند، وأوله:

بأي مشيئة عمرو بن هند ... نطيع بنا الوشاة وتزدرينا؟

بأي مشيئة عمرو بن هند ... نكون لقيلكم فيها قطينا؟

تهددنا وتوعدنا!! رويدا ... متى كنا لأمك مقتوينا

فإن قناتنا يا عمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا

آراء النقاد في شعره

1 - قال الكميت: عمر بن كلثوم أشعر الناس، وذكره في المزهر مع أصحاب الواحدة وأولهم طرفة، ومنهم عنترة، والحارث بن حلزة، وشاعرنا عمرو بن كلثوم.

2 - وجعله ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الجاهلية، وهم أربعة رهط لكل واحد منهم واحدة، وأولهم عمرو بن كلثوم، ثم الحارث بن حلزة وعنترة، وسويد بن أبي كاهل اليشكري.

3 - وقد قدمه بعض النقاد وقالوا: هو من قدماء الشعراء وأعزهم نفساً وأكبرهم امتناعاً وأجودهم واحدة، وقال عيسى بن عمر: لله در عمر أي حلس شعر ووعاء علم، لو أنه رغب فيما رغب فيه أصحابه، من الشعراء.. وإن واحدته لأجود سبعهم - يعني السبع المعلقات -. وذكر أبو عمرو بن العلاء أن عمرو بن كلثوم لم يقل غير واحدته - معلقته - ولولا أنه افتخر فيها وذكر مآثر قومه ما قالها. وجعله صاحب شعراء النصرانية من شعراء الطبقة الأولى.

4 - وقيل إنه كان ينشد عمرو بن هند وهو المحرق الثاني من ملوك الحيرة، فبينما هو ينشده في صفة جمل إذ حالت الصفة إلى صفة ناقة، فقال طرفة "استنوق الجمل"، والبيت الذي قاله عمرو:

وإني لأمضي الهم عند احتضاره ... بناج عليه الصيعرية مكدم

فقال عمرو: وما يدريك يا صبي؟ فتشاتما. فقال عمرو بن المنذر: سبه يا طرفة، فقال قصيدته:

أشجاك الربع أم قدمه ... أم سواد دارس حممه

حتى بلغ قومه:

فإذا أنتم وجمعكمو ... حطب للنار نضطرمه

فقال عمرو بن كلثوم يتوعد عمرو بن هند:

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا؟

ويروى أن هذه القصة كانت بين طرفة والمتلمس، وأنه ما كان ليجترئ على عمرو بن كلثوم بمثل هذا لشدته في قومه.

ويروى لعمرو ذي الطوق.

صددت الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا

وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبينا

فاستلحقهما عمرو بن كلثوم في معلقته. والاستلحاق أخذ الشاعر بيتاً مما سبقه على الجهل المثل (216-2 العمدة) .

ويرى الدكتور طه حسين في كتابه الأدب الجاهلي أن عمرو بن كلثوم قد أحيط بطائفة من الأساطير، وأن معلقته لا يمكن أن تكون هي أو أكثرها جاهلية، وأن والرواة شكوا في بعضها، وأن معلقة الحارث أمتن وأرصن من معلقة ابن كلثوم.. وذكر أخيراً أنه يرجح أن المعلقتان منتحلتان.

خصائص شعر عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015