الهمزة لا يكاد يوجد في كلامهم، فجائز أن [يكون]

هذا حرفًا نادرًا جاء في كلامهم لا نظير له، لأنه قد تشذ في كلامهم الكلمة فتنفرد فلا يكون لها نظير.

فأما إبدال الحروف بعضها من بعض فغير منكر في كلامهم كقولهم: هرقت الماء وأرقته، ومدحت الرجل ومدهته، ووشاح وأشاح وما أشبه ذلك.

البصير

البصير في اللغة على أضرب، البصير: العليم بالشيء الخبير به كقولهم: فلان بصير بالطب، وبصير بالفقه، وبصير بملاقاة الرجال، وما أشبه ذلك مما لا تمانع بين أهل اللغة استعماله. كما قال الشاعر:

فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب

وكما قال جرير:

وأعور من نبهان أما نهاره ... فأعمى وأما ليله فبصير

يقال: هو بالنهار لا يأتي المكارم كأنه عم عنها، ولم يرد بها العمى في الحقيقة وكيف يكون ذلك وقد وصفه بالعور ثم قال: وأما ليله فبصير أي هو بصير بالفواحش والريب عالم بملابستها وإتيانها.

فالله عز وجل بصير أي عالم بالأشياء خبير بها كأنه بمنزلة عليم في التقدير والمعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015