اسواق الذهب (صفحة 54)

وحمل اللحم ما يوهن الجبال، من الحنين إلى سالف خال، أو البكاء على دارس بال؟ وما سلطانك يا قلب حتى تدنى الممعن في بعده، وتجده وإن تطاول العهد على فقده؟ ومن علمك أن تتحدث، وتقلب الأقدم والأحدث وتذكر الصبا وأيامه، وواديه وآرامه وبساطه ومدامه؟. . .

هو الله الذي صورك فأدقك، وقدر خفوقك ودقك، ومهدك وزقك، وكتب عليك في الضلوع رقك؛ وما أنت لولا التذكر والفكر، إلا كبعض القلوب إذ هي حجر، ينفجر بالعذب ولا يعلم كيف انفجر، ولا متى نبع ولا أين انحدر أو كالأرض يذهب شجر ويأتي شجر. فلا تذكر ما غاب، ولا تشعر بما حضر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015