كتاب جامع

أي هذا كتاب تجتمع فيه أشياء كثيرة وأمور شتى متنوعة ولا شك أن هذا الكتاب قد احتوى من العلوم النافعة ما لا ينحصر، وفي ما ينبغي أن يتمسك به من أمور الدين مما لا يوجد مجموعًا في غيره، فيجب على الإنسان امتثال الأوامر واجتناب النواهي؛ لأنه هو يعلم النافع على الحقيقة، بل هو عين التقوى والمقصود بتلك الترجمة، إنه يشتمل على علم وعمل ثم إن العلم المقصود منه العمل ثم إن العمل منه ما يتعلق بالألسنة وهي الأقوال وما يتعلق بالأبدان وبالقلوب وبالأموال وفي كل قسم مأمورات ومنهيات ومنها ما هو في خاصة الإنسان وفيما بينه وبين الناس وسيأتي جميع ذلك مفصلاً إن شاء الله تعالى.

قال رحمه الله تعالى: (جماع الخير كله في تقوى الله واعتزال أشرار الناس)، وفي رواية: رأس الحكمة مخافة الله، فالمعنى أنه أخبر أن التقوى واعتزال أهل الشر نجاة وهو جماع الخير كله، وذلك معنى قول القائل:

خير الصنائع تقوى الله فاتقه ... يكفيك في الحشر ما تخشى من الندم

فالنار تحرق من يدنو بجانبها ... وإن (?) تباعد عنها فاز بالسلم

ولا شك أن هاتين الخصلتين كل واحدة منهما من المنجيات التي أمر الله تعالى بها في الآيات الكثيرة الصريحة مما لا تعد ولا تحصى والأحاديث الصحيحة. أشار أبو محمد ببعضها في الرسالة بقوله: وجماع آداب الخير وأزمته تتفرع عن أربعة أحاديث: قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت))، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، وقوله عليه الصلاة والسلام للذي اختصر له في الوصية: ((لا تغضب))، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((المؤمن يحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015