يقع بينهما قتال لولا أن عمل بعض الصحابة بينهما بالصلح على أن يقيم الحج بالناس أحد بنى شيبه وانتهى الحج بسلام ولم يقع قتال (?)

, وقد استمر قثم بن العباس في ولايته على مكة إلى أن قدم جيش معاوية بقيادة بسر بن أرطأة فخرج منها قثم هاربًا خائفًا على نفسه، وبذلك انتهت ولاية قثم، وخرجت مكة من ولاية على بن أبى طالب، وقد بعث علىّ بعض أجناده لاستعادة مكة إلا أن استشهاد على رضي الله عنه حال دون إتمام المهمة (?).

ثانيًا: المدينة النبوية:

كانت المدينة المنورة طيلة عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخلفائه الثلاثة من بعده عاصمة الدولة الإسلامية، ويقيم فيها الخليفة، ويتولى شئونها بنفسه أثناء وجوده أما في حالة السفر فإنه ينيب عليها من يتولى شئونها، وقد اختلف الوضع بعد مبايعة على رضي الله عنه بالخلافة، إذ دعته الحالة العامة والارتباك الذي حدث بعد مقتل عثمان إلى مغادرة المدينة المنورة، خصوصًا بعد خروج طلحة والزبير وعائشة باتجاه العراق قبل موقعة الجمل (?) , وقد استخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري كما تقول بعض الروايات (?) , ولا نعلم المدة التي بقى فيها ابن حنيف واليًا على المدينة، والذي يبدو أن ولايته قد استمرت أكثر من سنة، فقد ورد أنه كان على المدينة سنة 37 هـ (?) , ثم ولى على تمام بن العباس على المدينة بعد أن عزل سهل بن حنيف، وقد ولى على بن أبى طالب على المدينة بعد ذلك أبا أبوب الأنصاري الذي استمر واليًا عليها إلى سنة 40 هـ، حيث قدم المدينة جيش من الشام من قبل معاوية بقيادة بسر بن أرطأة (?) , ففر أبو أيوب من المدينة، وتوجه إلى على في الكوفة (?) , وبذلك خرجت المدينة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015