الخاتمة

وبعد، فهذا ما يسره الله لي من جمع وترتيب فصول هذا الكتاب الذي سميته (سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .. شخصيته وعصره) فما كان فيه من صواب فهو محض فضل الله علي، فله الحمد حتى يرضى، وله الحمد عند الرضا، وله الحمد بعد الرضا، وما كان فيه من خطأ فأستغفر الله وأتوب إليه، والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصا أن لا أقع في الخطأ، وعسى أن لا أحرم من الأجر، وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين، وأن يذكرني من يقرؤه في دعاءه، فإن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى، وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر 10].

وبقول الشاعر أبو محمد القحطاني:

قل: إن خير الأنبياء محمد ... وأجل من يمشي على الكثبان

وأجل صحب الرسل صحب محمد ... وكذلك أفضل صحبه العمران (?)

رجلان قد خُلقا لنصر محمد ... بدمي ونفسي ذانك الرجلان

فهما اللذان تظاهرا لنبينا ... في نصره وهما له صهران

بنتاهما أسنى نساء نبينا ... وهما له بالوحي صاحبتان

أبواهما أسنى صحابة أحمد ... يا حبذا الأبوان والبنتان

وهما وزيراه اللذان هما هما ... لفضائل الأعمال مستبقان

وهما لأحمد ناظراه وسمعه ... وبقربه في القبر مضطجعان

كانا على الإسلام أشفق أهله ... وهما لدين محمد جبلان

أصفاهما أقواهما أخشاهما ... أتقاهما في السر والإعلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015