3 - أن يكون في موضوع أو قضية محددة.

وهذه الثلاثة تعدُّ أركاناً للحوار فضلاً عن الركن الرابع , وهو: الهدف من الحوار (الوصول إلى الحق) , والذي ذُكر في المفهوم الثاني والرابع.

ويلاحظ كذلك من هذه المفاهيم , أن المفهوم الأول والثالث قد أهملا ذكر الهدف من الحوار , والذي من دونه تنعدم الرؤية , ويضيع أطراف الحديث , ويصبح ميدان الحوار مليء بالفوضى وعدم الاتزان.

وعند النظر إلى المفهوم الرابع , يرى الباحث أنه قد اشتمل على أركان الحوار الأربعة , التي تساعد على سير عملية الحوار بشكلٍ منتظمٍ وسليم , وتقود إلى تحقيق التكاتف والترابط والتعاون بين أفراد المجتمع , أو بين المجتمعات المختلفة؛ نظراً لما تقتضيه طبيعة النفس البشرية من اختلاف , وتضارب في وجهات النظر , الأمر الذي يجرف بالأفراد والمجتمعات إلى النزاع والفرقة , بل إلى الحروب والدمار؛ مما يسبب ذلك في اختلال وزعزعة الأمن بشتى جوانبه , ولكن بالحوار تزول القلاقل وتضمحل , أو تقل وتهدأ.

لذلك يتطلب إيجاد أسلوب يساعد على احتواء تلك الاختلافات والتقريب بين الأطراف المتحاورة وفق ضوابط الشريعة وآدابها, وذلك هو أسلوب الحوار الذي رسمت معالمه التربية الإسلامية وجعلت له أسساً يقوم عليها ترقى به إلى أعلى المستويات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015