اسرار العربيه (صفحة 156)

[علة إضافة تمييز المائة]

فإن قيل: فَلِمَ إذا بلغت إلى الماء، أُضيفت إلى الواحد؟ قيل: لأنَّ المائة حُملت على العشرة من وجهٍ؛ لأنَّها عقد مثلها، وحملت على التسعين؛ لأنَّها تليها؛ فأُلزمت الإضافة، تشبيهًا بالعشرة، وَبُيِّنت1 بالواحد تشبيهًا بالتسعين.

[عِلَّة قولهم ثلاثمائة]

فإن قيل: فَلِمَ قالوا "ثلاثمائة" ولم يقولوا "ثلاث مئين"؟ قيل: كان القياس أن يُقال: /ثلاث/2 مئين إلا أنهم اكتفوا بلفظ المائة؛ لأنهم تدل على الجمع، وهم يكتفون بلفظ الواحد عن الجمع؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} 3؛ أي: أطفالاً /و/4 قال الشاعر5: [الوافر]

كلوا في بعض بطنكم تعفّوا ... فإن زمانكم زَمَنٌ خَميصُ6

أي في /بعض/7 بطونكم؛ والشَّواهد على هذا النحو كثيرة.

[علة إجراء الألف مجرى المائة في الإضافة إلى الواحد]

فإن قيل: فَلِمَ أُجري الألف مُجرى المائة في الإضافة إلى الواحد؟ قيل: لأنَّ الألف عقد، كما أنَّ المائة عقد.

[علة جمع الألف إذا دخل على الآحاد]

فإن قيل: فَلِمَ يجمع الألف إذا دخل على الآحاد، ولم يفرد مع الآحاد كالمائة؟ قيل: لأن الألف طرف كما أن الواحد طرف؛ لأن الواحد أوّل، والألف آخر، ثم تتكرر الأعداد؛ فلذلك، أُجري مُجرى ما يضاف إلى الآحاد؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015