المبحث الثالث ملامح منهج التوجيه والتربية في سورة إبراهيم

أولًا: توجيه التأمل في الآيات الكونية:

لقد جاء هذا التوجيه لدفع شبه القوم في إنكار وحدانية الله والترويج لباطل الشرك، فجاء مثلًا قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} (?) حيث دعت إلى النظر والتفكر في هذا الخلق العظيم، وفعل (ألم تر) أي رأى القلبية كما قال القرطبي رحمه الله:"الرؤية هنا رؤية القلب، لأن المعنى ألم ينته علمك إليه؟ " (?) ثم تطرد الآية القياس بالتنبيه على أن من أوجد هذا الخلق العظيم من العدم قادر على أن يذهب بهذا الخلق الضعيف - أي الإنسان - المتمرد على عبادة الله سبحانه والانقياد له، فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله إذًا أن يحل عليهم عقاب الاستبدال {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} . (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015