ولم يكن مسجد لله تعالى فى بسيط الأرض إلا ثلاثة مساجد مسجد مكة ومسجد المدينة ومسجد عبد القيس فى البحرين فى قرية جواثى وكثر المتنبئون ومنع الناس الزكاة وقصد المرتدون المدينة وسرح أبو بكر فى هذه الحال جيش أسامة الى الشام تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته وكلمة فى ذلك عمر وكبار الصحابة وأرادوا أن يمنعوه من ذلك فلم يمتنع وقال ك ط لو ظننت أن السباع تخطفنى لأنفذت بعث أسامة كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يبق فى القرى غيرى لأنفذته ".

استحضروا أيها الإخوان هول الموقف وغربة الاسلام وضعف المسلمين فقد أشرفت الدعوة الاسلامية على أثر وفاة نبيها صلى اللهعليه وسلم على الانقراض واجتمع للمسلمين حادثان حادث وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحادث ارتداد أمتهم وقومهم ولكن ذلك بالعكس أثار فيهم روح المقاومة والجهاد وألهب غيرتهم وقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه: " أينقص الدين وأنا حى " وأبى المسلمون أن يستسلموا لهذه الحوادث ويخذلوا الدعوة فلم يحافظوا على وضع الاسلام وتراثه فقط بل فتحوا فارس والروم والامبراطوريتين اللتين كانتا تحكمان العالم وأضافوهما الى ثروة الاسلام جزاهم الله عن نبيه ودعوته وعن المسلمين خير ما جزى خلفاء الأنبياء وقادة الدعوة الاسلامية الأمناء الأقوياء.

وفى الأخير تفضلوا بقبول تحية صادقة من محب مخلص تجمعه بكم وحدة العقيدة الاسلامية وجامعة الفكرة الدينية على بعد الدار ومن وراء البحار ويتمنى لكم ولكل داع مخلص ومجاهد صادق السداد والتوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبو الحسن على الحسني الندوى

(لكهنؤ ـ الهند) ـ نزيل القاهرة

9/6/1370هـ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015