" نظم حديث الإفك "

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 01 - 08, 03:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

" نظم حديث الإفك "

للشيخ محمد بن محمد عبد الله بن محمد المامي اليعقوبي

حمدا لمن بالصدق في القول أمرْ

كل العباد وعن الإفك زجرْ

صلى وسلم على خير البشرْ

والآل والصحب الأجلة الغررْ

وبعد ذي منظومة مختصهْ

بقصة الإفك تفي بالقصهْ

من كتب الصحيح تستوفيها

خوفا من أن يقع إفك فيها

مثل الذي ورد في البخاري

ومسلمٍ فيها من الأخبار

والإفك في سنة ست وقعا

لما غزا خيرُ الورى المريسعا

وكان من دأب شفيع الشفعا

إذا أراد سفرا أن يقرعا

بين نسائه فمن من نسوته

خرج سهمها مضت في صحبته

فأقرع النبي لدى إرادتهْ

لهذه بين النسا كعادتهْ

فخرج السهم هنا لعائشهْ

ولم تكن ذات سهام طائشهْ

وكان ذا فيما روي الانجابُ

من بعد ما قد نزل الحجابُ

وكانت ام المؤمنين تُحْمَلُ

في هودج لها وفيه تُنْزَلُ

فنزل النبي بذاك الجيش

أثنا قفولهم بذات الجيش

وبات بالمنزل بعض الليل

وبعد ذا إذن بالرحيل

فخرجت لحاجة ورجعتْ

والناس في الرحيل كانت شرعتْ

وفقدتْ عِقدا لها وذهبتْ

تطلبه هناك فيما قد ثبتْ

ولم يكونوا علموا خروجها

فاحتملوا من بعدها هودجها

وحسبوها فيه، إذ ذاك الزمنْ

نساؤه لم يتسمن بالسمنْ

وأخذوا من ذا خروج الأهل

لحاجة بدون إذن البعل

فرجعت إلى مكان العسكر

إذ وجدت وما به من بشر

فقصدت مكانها إذ رجعتْ

وضربتْ جلبابها واضطجعتْ

تظن أن القوم يفقدونها

وسوف يرجعون يطلبونها

فغلبتها عينها فنامتِ

فَمَرَّ صفوان بني سلمةِ

نجل المعطل الحنيف السالكْ

سُبْلَ الهدى بأمنا هنالكْ

كان لبعض شأنه تخلّفا

ولم يبت مع الهداة الحنفا

عرفها وليس ذاك بعجابْ

لأنه أبصرها قبل الحجابْ

ما سمعت منه سوى استرجاعه

فاستيقظت في الحين من سماعه

فركبت بعيره إذ قربهْ

منها وقد أمسكه لتركبهْ

فقاد مسرعا بها ليلحقا

بالجيش لكنْ جيش طه سبقا

وبعد ما بطيبة الجيش نزلْ

طلع وهو قائد بها الجملْ

ثم أشاع أهل الإفك الفاحشهْ

وذاك لا علم به لعائشهْ

فمرضت بعد القدوم بقليلْ

وبلغ الحديثُ صفوة الجليلْ

ووالدي عائشةٍ وما درتْ

بذاك إلا أنها قد أنكرتْ

من أفضل الأنام بعض لطفهِ

والبعض من حنانه وعطفهِ

كان إذا ما جاءها يسلِّمُ

ولا يقول غير كيف تيكمُ

فنقهت من بعد قرب شهر

ولم تكن قد علمت بالأمر

وخرجت لفسحة من فُسَحِ

طيبة ليلا مع أم مسطح

وهي المناصع ولم تك الكنفْ

مألوفة عندهمُ فيما ألفْ

وأم مسطح إذا رمت النسبْ

بنت أبي رهم سليل المطلبْ

وهي خالة أبي بكر السري

والأم بنت صخر بن عامر

ومسطح إلى أثاثة انتسبْ

وذا إلى عبّاد بن المطلبْ

ومسطح لقبُه والخلفُ

جا في اسمه هل عامر أو عوف

واعلم بأن أمَّه تسمى

كما حكاه النوويُّ سلمى

فعثرت في مرطها بنت أبي

رهم رفيقة ظعينة النبي

في سيرها ذاك فقالت تعسا

مسطح أي شقي والمرط الكسا

قالت لها عائشةٌ لبيسما

قلت تسبين حنيفا مسلما

شهد بدرا مع خير الرسلِ

وهو من المهاجرين الأوَل

قالت لها أما سمعت ما ذكرْ

وقومُه وأخبرتها بالخبرْ

فزادها ذا مرضا واشتكتِ

أشد من ما قد مضى وبكتِ

واستأذنت خير الورى وما أبى

في أن تزور الأم إذ ذا والأبا

تريد منهما تيقن الخبرْ

فسالت الأم كما جا في الخبرْ

فلم تزدها فيه إلا الأمرا

بأن تهوِّن عليها الأمرا

وأمُّ أمنا تكنى أما

رومان واعلم أنها تسمَّى

زينب بنت عبد دهمان وإنْ

سألت ممن هو قلتُ لك منْ

بنى فراس ابن غنم ابن ما

لك الذي إلى كنانة انتمى

وقد بكت ليلتَها ويومها

وفقدت راحتها ونومها

ثم استشار في فراقها النبي

الاتقى عليا وأسامة الأبي

أما أسامة فخيرا ذكرا

عنها وقال ذاك إفك مفترى

وقال الآخر -كما في ابن كثيرْ

وغيرِه- النساء غيرها كثيرْ

وسل بريرة فإنها تقولْ

لك الحقيقة فسالها الرسولْ

فلم تقل ولن تقول غيرا

والله لا أعلم إلا خيرا

أو أنها تنام عما أعجنُ

لهم فتاكل العجينَ الداجنُ

فخطب الناس إمام الرسل

وقال من يعذرني من رجل

بلغني منه الأذى في أهلي

وهم بخير عُرفوا وفضل

وهو بما يقول أيضا قذفا

صفوان وهو بالجميل عرفا

ولم يكن يدخل بيتى إلا

إن كنت حاضرا وإلا ولَّى

وابن أُبَيٍّ قاصدا إذ أمرَه

كان هو الذي تولى كبرَه

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015