(--- وقد قدمت قبل هذا نموذجاً من مغالطاته طبع بمصر بعنوان (طليعة التنكيل)، وأجاب عنها برسالة سماها (الترحيب بنقد التأنيب) سأنظر فيما يُلتفت إليه مما فيها في مواضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وأسال الله تعالى التوفيق).

وقال المعلمي هنا في الهامش:

(انتقد الأستاذ في (الترحيب) كلمات نابية – كما يقول – وقعت في متن (الطليعة) والتعليق عليها؛ وقد انتقدتُها قبله، وهي من تصرف المعلق الأستاذ محمد عبد الرزاق حمزة؛ وقد صرح بذلك في رسالته (حول ترحيب الكوثري) (ص37).

وذكر لي بعض المطلعين أن عامة تلك الكلمات كانت على وجه التعليق؛ لكن التبس الأمر عند الطبع، فأُدرجت في المتن). انتهى.

ومما نقله ماجد الزيادي من مسودات (التنكيل) قول المعلمي:

(طبعتْ الطليعة بعيداً عني، وبعد مدة وصلت إلي منها بضع نسخ مطبوعة؛ وكنت، عند إرسال المسوّدة إلى الناشر، أذنت بالتعليق؛ ويمكن أني أذنت بالإصلاح، كنت أعتقد أن ذلك لن يتعدى زيادة فائدة، أو التنبيه على خطأ.

فلما وقفت على المطبوع وجدت خلاف ذلك.

رأيت تعليقات وتصرفات في المتن إنما تدور على التشنيع الذي يسوء الموافق من متثبتي أهل العلم ويعجب المخالف.

هذا مع كثرة الأغلاط في الطبع.

فكتبت إلى الناشر في ذلك، على أمل التنبيه على الأغلاط، وعلى ما يدفع عني تبعة ذلك التشنيع؛ وإلى الآن لم يصلني منه جواب.

هذا مع علمي أنه ساءه ذلك التصرف، كما ساءني.

والكلمة التي طبعت كمقدمة للطليعة، إنما هي كلمة كنت كتبتها قبل تلخيص (الطليعة) بمدة، لما طلب بعض فضلاء الهند أن أشرح له موضوع كتابي؛ ولا أدري كيف وقعت إلى المعلق، أو الطابع، فأدرجها كمقدمة للطليعة.

ومع هذا لم تنجُ الكلمة من التصرف أيضاً).

43 - تعزيز الطليعة

بعد أن طبع المعلمي، رحمه الله، رسالته السابقة (طليعة التنكيل)، كتب الكوثري كتاباً في ردها، بعنوان (الترحيب بنقد التأنيب)، وذكر الكوثري فيه، أو في غيره؟؟، في جملة ما ذكره، أموراً لا يرتضيها العلامة المعلمي، وطائفة منها قعت في (الطليعة)، أثناء طباعتها، فألف المعلمي (تعزيز الطليعة)، بين فيه كيفية وقوع تلك الأخطاء.

ثم ألف المعلمي بعد هذه الرسالة كتاباً في رد (الترحيب) أسماه:

44 - شكر الترحيب

وقد قسم هذا الكتاب إلى قسمين، وصفهما بقوله:

القسم الأول: في أشياء أخذها عليَّ الأستاذ، وهو محق في الجملة---.

القسم الثاني: في أمور تجناها الأستاذ---.

ذكر هذا الكتاب والذي قبله ماجد الزيادي، وقد وقف على المسودات الخاصة بالتنكيل وطليعته.

وأنا نقلتُ – بتصرف - من (النكت الجياد) (1/ 82 - 84).

45 - قسم التراجم من (التنكيل)

وهو القسم الثاني من (التنكيل)؛ وصحيح أن هذا القسم معقود للتراجم، ولكن لو قيل: إنه كتاب نفيس في قواعد وأصول نقد الرواة، لما كان هذا القول إلا صحيحاً.

46 - تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري

قال في أولها بعد أن ذكر سبب تأليفه كتاب (التنكيل):

(والآن بدا لي أن أُفرد ما يتعلق برد مزاعم الكوثري التي حاول الغض من الإمام الشافعي؛ وهو هذا---).

47 - ترجمة الخطيب البغدادي

ويظهر أن هذه الرسالة والتي قبلها هما نسخة مما في (التنكيل) من غير زيادة؛ فقد قال المعلمي في آخر رسالة بعث هو بها إلى الشيخ أحمد محمد شاكر:

(في عزمي أن أفرد من كتابي ترجمة الإمام الشافعي وترجمة الخطيب، لأن الكلام طال فيها، فصار كل منها يصلح أن تكون رسالة مستقلة).

وبمناسبة ذكر هذه الرسالة فإنه يحسن التعريف بها؛ وهي مما ذكره ماجد الزيادي في جملة ما وقف عليه من المسَودات المتعلقة بالتنكيل وطليعته، قال العلامة المعلمي في أولها:

(الحمد لله---[إلى] العلامة المفضال أبي الأشبال ناصر السنة الشيخ أحمد محمد شاكر أدام الله توفيقه---).

ثم ذكر سبب تأليفه (طليعة التنكيل)، ومنبهاً على ما وقع فيها من أخطاء أثناء الطبع، ومستفسراً عن مصادر ثلاثة حكايات ذكرها الكوثري بن غير عزو لها إلى شيء من الكتب، ولم يقف عليها المعلمي كما ذكرها الكوثري رغم طول بحثه عنها؛ وقال في آخرها:

(فأرجو إن تيسر لكم أن تفيدوني عن هذه الأمور الثلاثة).

وكان قد قال قبل ذكرها معتذراً عن الأخطاء والتقصيرات الواقعة في طبع (طليعة التنكيل) بعد أن أشار إلى سبب تأليفها وإلى طباعتها بمصر، وممهداً للاستفسار عن المسائل المشار إليها:

(لا أراكم إلا قد تفضلتم بالاطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن، بباعث النكاية في صاحب (التأنيب)؛ وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافياً له، وفي النكاية العلمية كفاية، لو كانت النكاية مقصودة لذاتها.

ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلامات.

وعلى ذلك، فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.

وأنا الآن مشتغل بتبييض الكتاب، لكن بقيت مهمات لم أهتد إلى مواضعها؛ وأنا منذ زمان أحب التعرّف عليكم والاستمداد منكم، فيعوقني إكباري لكم وعلمي بأن أوقاتكم مشغولة بكبار الأعمال، كخدمة "المسند".

وأخيراً قَوِيَ عزمي على الكتابة إليكم، راجياً العفو والمسامحة.

أهم الفوائد التي أسأل عنها أمور:----).، فذكرها.

هذا ومما لا لعله لا يُحتاج إلى التنبيه عليه أن أكثر كتب هذا العالم الجليل، الأخرى، حافلة بالكلام على الأحاديث ورواتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015