لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا، وَتَرَدَّدَ فِيهِ الْجَيَّانِيُّ، وَهُوَ عِنْدِي اِبْن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِيُّ الْمَعْرُوف بِابْنِ رَاهْوَيْهِ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمِزِّيُّ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ تَعْبِيره بِقَوْلِهِ " أَخْبَرَنَا " فَإِنَّهُ لَا يَقُول قَطُّ حَدَّثَنَا بِخِلَافِ إِسْحَاق اِبْن مَنْصُور وَإِسْحَاق بْن نَصْرٍ، وَأَمَّا مَا وَقَعَ بِخَطِّ الدِّمْيَاطِيِّ أَنَّهُ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ فَسَّرَهُ بِأَنَّهُ اِبْن شَاهِينَ فَلَيْسَ بِصَوَابٍ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لَهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ شَيْء، لِأَنَّ أَبَا أُسَامَة كُوفِيٌّ وَلَيْسَ فِي شُيُوخ اِبْن شَاهِينَ أَحَدٌ مِنْ أَهْل الْكُوفَة.

وكذا في (بَاب إِذَا دَعَتْ اَلْأُمُّ وَلَدَهَا فِي اَلصَّلَاةِ)

وَقَدْ رَوَى اَلْحَسَن بْن سُفْيَان وَغَيْره مِنْ طَرِيق اَللَّيْث عَنْ يَزِيد بْن حَوْشَب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لَوْ كَانَ جُرَيْج عَالِمًا لَعَلِمَ أَنَّ إِجَابَتَهُ أُمَّهُ أَوْلَى مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ " وَيَزِيدُ هَذَا مَجْهُول، وحَوْشَب بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَة وَزْن جَعْفَر، وَوَهِمَ اَلدِّمْيَاطِيِّ فَزَعَمَ أَنَّهُ ذُو ظَلِيم، وَالصَّوَاب أَنَّهُ غَيْرُهُ لِأَنَّ ذَا ظَلِيمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا وَقَعَ اَلتَّصْرِيحُ بِسَمَاعِهِ،

وكذا في (بَاب قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعَذَّب الْمَيِّت بِبَعْضِ بُكَاء أَهْله إِذَا كَانَ النَّوْح مِنْ سُنَّته)

قَوْله: (أَرْسَلَتْ بِنْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

هِيَ زَيْنَبُ كَمَا وَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ عَاصِم الْمَذْكُور فِي مُصَنَّف اِبْن أَبِي شَيْبَة.

قَوْله (إِنَّ اِبْنًا لِي)

قِيلَ هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي الْعَاصِ بْن الرَّبِيع، وَهُوَ مِنْ زَيْنَب كَذَا كَتَبَ الدِّمْيَاطِيّ بِخَطِّهِ فِي الْحَاشِيَة، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ لَمْ يَقَع مُسَمًّى فِي شَيْء مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث. وَأَيْضًا فَقَدْ ذَكَرَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار وَغَيْره مِنْ أَهْل الْعِلْم بِالْأَخْبَارِ أَنَّ عَلِيًّا الْمَذْكُور عَاشَ حَتَّى نَاهَزَ الْحُلُم، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ عَلَى رَاحِلَته يَوْم فَتْح مَكَّة، وَمِثْل هَذَا لَا يُقَال فِي حَقّه صَبِيّ عُرْفًا، وَإِنْ جَازَ مِنْ حَيْثُ اللُّغَة .....

وكذا في (بَاب هَلْ يُخْرَج الْمَيِّت مِنْ الْقَبْر وَاللَّحْد لِعِلَّةٍ) قَوْله: (وَدُفِنَ مَعَهُ آخَر)

هُوَ عَمْرو بْن الْجَمُوح بْن زَيْد بْن حَرَام الْأَنْصَارِيّ، وَكَانَ صَدِيق وَالِد جَابِر وَزَوْج أُخْته هِنْد بِنْت عَمْرو، وَكَأَنَّ جَابِرًا سَمَّاهُ عَمّه تَعْظِيمًا. قَالَ اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رِجَال مِنْ بَنِي سَلِمَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِين أُصِيبَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن الْجَمُوح: اِجْمَعُوا بَيْنهمَا فَإِنَّهُمَا كَانَا مُتَصَادِقَيْنِ فِي الدُّنْيَا " وَفِي " مَغَازِي الْوَاقِدِيّ " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا رَأَتْ هِنْد بِنْت عَمْرو تَسُوق بَعِيرًا لَهَا عَلَيْهِ زَوْجهَا عَمْرو بْن الْجَمُوح وَأَخُوهَا عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حَرَام لِتَدْفِنهُمَا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَدِّ الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعهمْ. وَأَمَّا قَوْل الدِّمْيَاطِيّ إِنَّ قَوْله " وَعَمِّي " وَهْم فَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، لِأَنَّ لَهُ مَحْمَلًا سَائِغًا، وَالتَّجَوُّز فِي مِثْل هَذَا يَقَع كَثِيرًا

قلت: والأمثلة في هذا الباب كثيرة، ولولا الاطالة لذكرت الكثير من الأمثلة، والوهم والخطأ من طبع بني البشر، لكن سنة الله تعالى جرت في أنّ من يتتبع عثرات الناس يُبتلى بمن يتتبع عثرته.

وفي هذا يقول ابن رجب الحنبلي في (الذيل على طبقات الحنابلة) في ترجمة الناصح بن الحنبلي:

" كنت أتخيل في الناصح: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضله اللّه به من شردْ بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب. وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيره فيها أسد جواباً، وأكثر صواباً. وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم. ولا يبعد أن يعاقب الله العبد بجنس ذنبه ... "

ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 05 - 07, 01:53 ص]ـ

شيخنا الفقيه

نفع الله بكم

شيخنا الرفاعي

جزاكم الله خيرا

فائدة

في الفتح (8/

(وله بغلته هذه البغلة هي البيضاء وعند مسلم من حديث العباس وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي وله من حديث سلمة وكان على بغلته الشهباء ووقع عند بن سعد وتبعه جماعة ممن صنف السيرة أنه صلى الله عليه وسلم كان على بغلته دلدل وفيه نظر لأن دلدل أهداها له المقوقس وقد ذكر القطب الحلبي أنه استشكل عند الدمياطي ما ذكره ابن سعد فقال له كنت تبعته فذكرت ذلك في السيرة وكنت حينئذ سيريا محضا وكان ينبغي لنا أن نذكر الخلاف قال القطب الحلبي يحتمل أن يكون يومئذ ركب كلا من البغلتين إن ثبت أنها كانت صحبته وإلا فما في الصحيح أصح

ودل قول الدمياطي أنه كان يعتقد الرجوع عن كثير مما وافق فيه أهل السير وخالف الأحاديث الصحيحة وأن ذلك كان منه قبل أن يتضلع من الأحاديث الصحيحة ولخروج نسخ من كتابه وانتشاره لم يتمكن من تغييره)

انتهى

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015