القول المبسوط في سكوت أبي داود

ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[31 - 12 - 08, 01:25 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين

هذه محاولة لفهم مراد أبي داود من سكوته عن الأحاديث

إنطلاقا من كلامه رحمه الله واعتمادا على استقرءات الأئمة بعده.

قال رحمه الله

-و- ما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها أصح من بعض.

اختلف العلماء في فهم هذه العبارة من كلامه

فقال جمع 1 - أن ماسكت عنه أقل درجاته الحُسن

2 - وقال آخرون أنه صحيح عنده.

3 - ورجح جمع سكوته على الصحاح والحسان وما كان ضعفه يسيرا.

ومراد أبي داود من قوله صالح صلاحه للاحتجاج

ويشهد له أمران

الأول أنه تكفل ببيان ما كان ضعفه شديدا فيلزم من ذلك عدم بيانه لما كان ضعفه يسيرا.

قال وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء

وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر وليس على نحوه في الباب غيره

قال في شرح النخبة قولهم متروك أو ساقط أو فاحش الغلط ومنكر الحديث أشد من قولهم ضعيف أو ليس بالقوي أو فيه مقال

الثاني ما عرف عن أبي داود من تقديمه الضعيف على أقوال الرجال تبعا لشيخه.

قال وقد ألفته نسقا على ما وقع عندي فإن ذكر لك عن النبي صلى الله عليه و سلم سنه ليس مما خرجته فاعلم أنه حديث واه ...

وفيه إشارة للاحتجاج بماعنده من الأحاديث التي لم يبين ضعفها.

وهو موافق لمذهبه في المراسيل

قال فإذا لم يكن مسند غير المراسيل ولم يوجد المسند فالمرسل يحتج به وليس هو مثل المتصل في القوة.

ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[31 - 12 - 08, 01:27 ص]ـ

فهل كل حديث ضعفه يسير حجة عنده؟

لا ليس الأمر كذلك بل قد وضع لذلك ضوابط منها

* أن لا يكون غريبا

قال ... فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أئمة العلم – فكيف بمن هم أدنى من ذلك-

ولو احتج رجل بحديث غريب وجدت من يطعن فيه ولا يحتج بالحديث الذي قد احتج به إذا كان الحديث غريبا شاذا.

* أن لا يجد في الباب غيره

قال

فإنكم سألتم أن أذكر لكم الأحاديث التي في كتاب السنن أهي أصح ما عرفت في الباب

ووقفت على جميع ما ذكرتم فاعلموا أنه كذلك كله إلا أن يكون قد روى من وجهين صحيحين فأحدهما أقوم اسنادا والآخر صاحبه أقدم في الحفظ فربما كتبت ذلك ولا أرى في كتابي من هذا عشرة أحاديث.

ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[31 - 12 - 08, 01:28 ص]ـ

يبقى هناك إشكال وهو سكوت أبي داود عن أحاديث شديدة الضعف

قال النووي رحمه الله

"في سنن أبي داود أحاديث ظاهرة الضعف لم يبينها مع أنه متفق على ضعفها، فلا بد من تأويل كلامه".

والجواب على هذا السكوت

1 - ما أشار إليه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري من أنه قد يقع البيان في بعض النسخ دون بعض، ولا سيما رواية أبي الحسن بن العبد، فإن فيها من كلام أبي داود شيئاً زائداً على رواية أبي على اللؤلؤي –انظر مشكاة المصابيح-.

2 - أنه يتكلم على الرجل في أول الكتاب ثم يمر به في موضع آخر فيكتفي بما أورده.

3 - أنه سكت على أحاديث لظهور ضعفها وشيوعه.

وأقوى ما يعتمد عليه في إثبات العنصر الثالث تضعيف أبي داود أحاديث سكت عنها في السنن خارج السنن كما في سؤالات الآجري.

وهناك كلام كثير يدخل في باب الاحتمالات ولذلك أعرضت عن ذكره.

ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 12 - 08, 08:58 ص]ـ

هناك رسالة لأحد الدكاترة في الجامعة الاسلامية حول ما سكت عنه ابو داود.

ـ[رمضان عوف]ــــــــ[31 - 12 - 08, 09:18 ص]ـ

نحمده ونصلي على رسوله الكريم

قال الذهبي في السير (13/ 215): " كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها وترك الخوض في مضائق الكلام.

روى الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، قال: كان عبد الله بن مسعود يشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودَلِّه، وكان علقمة يشبه بعبد الله في ذلك، قال جرير بن عبد الحميد: وكان إبراهيم النخعي يشبه بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وقيل: كان سفيان الثوري يشبه بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد " [انظر: تاريخ بغداد (9/ 56 - 58)].

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015